30 - 06 - 2024

تباريح | لغز الإخوان

تباريح | لغز الإخوان

(أرشيف المشهد)

23-4-2013 | 15:11

سواء كنت مع جماعة الإخوان أو ضدها لابد وأن تعترف أنها أربكت مصر .. كسرت فرحتها بالثورة .. وسرقت الحلم بمجتمع آمن وعادل ، لا يتغول فيه حاكم على محكوم ولا كبير على صغير .. المجتمع الآمن المسالم المتسامح الذي حلمنا به مساء 11 فبراير 2011 حوله الإخوان إلى وهم ، وجعلوا بعضا منا يأسفون على حكم خلعوه ورموا برموزه إلى "سلة مهملات" التاريخ.

كان بإمكان الجماعة أن تحتوي الجميع ممن هم على يمينها أو على يسارها ، فالكل كان مستعدا لتغليب نقاط الوفاق على الصراع ، غير أن تكوين الجماعة وثاراتها القديمة طمست بصيرتها عن رؤية روح مصر الجديدة الثائرة المنعتقة من الأسر .

تعودت الجماعة طوال الوقت على إبرام الصفقات المريبة في الخفاء ، ولم يستطع قادتها أن يتحملوا ضياء الحرية حين أفاء الله به على مصر ، فساروا على نهج من شاركوا في خلعه ، ودون أن تدين لهم مؤسسات مهمة في الدولة كان جزءا من أركان الدولة البوليسية ، فانكشفوا . لا عرفوا كيف تدار الدول ، ولا منحوا أنفسهم فرصة الاستقواء بشركاء الثورة .. إسلاميين وليبراليين ويسار .. فلا أرضا قطعوا ولا ظهرا أبقوا.

دخلوا معاركهم بغشم ، ليس اعتمادا على سلطات الدولة وقانونها الذي ظل مهابا ، وإنما على أتباع يتم حشدهم وتوجيههم بعد غسل أدمغتهم .. يصورون لهم أنهم يحاربون معركة من أجل الله والإسلام ، فيسيلون الدماء من غزوة الاتحادية إلى غزوة المقطم وانتهاء بغزوة دار القضاء ، ولو جلسوا في بيوتهم لتم حل المشاكل كلها بالحوار السياسي المتعقل والمسؤول.

المشكلة في الإخوان أن السلطة في جهة (مع شخص يميل إلى البساطة ويفتقد إلى العمق) ، والآمر الناهي في جهة أخرى يمارس سلطته على رأس السلطة دون أن تتوافر له المعلومات التي تمكنه من اتخاذ موقف عقلاني وصحيح .. لم يكن هناك حل لهذه المعضلة إلا أن يترشح المرشد نفسه لرئاسة الدولة ، بدل عرائس الماريونت الموجودة في القصر .. لكنهم أحجموا عن ذلك ، لتصورهم أن مرشد عام الإخوان منصب أعلى من ترؤس دولة وقيادة نظام. وكأننا نتحدث عن "ميكرونيزيا" وليس عن مصر الضخمة بتاريخها وإشعاعها الحضاري وعلمها وثقافتها وثورتها المتأججة .

هل الحل في خلع الإخوان؟؟ أظن أن السؤال غير مناسب سياسيا ، فالجماعة ستساوم وتناور وتدخل الصفقات وتحيك القوانين كي تبقى .. والمعارضة أضعف وأكثر تشرذما من أن تخلع محافظا من كرسيه .. لكن الطوفان القادم الذي يمكن أن يكون مدمرا .. هو ثورة الحوعى .. فالذين لا يجدون ما يطعمون به أفواه أبنائهم لن يصبروا طويلا  .

مقالات اخرى للكاتب

تباريح | مصر ليست مجرد أغنية!





اعلان